من استراتيجيات التعليم في اليابان: استراتيجية التعليم المريح "يوتوري كيوئيكو"

المصدر: موقع تعليم جديد، 2019

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

مفهوم استراتيجية التعليم المريح اليابانية أو "يوتوري كيوئيكو" هي استراتيجية تعليمية موجهة للأطفال وتلاميذ المرحلة الابتدائية فقط؛ وتقوم على أساس تقليل العبء المعرفي المُلقى على عاتق التلاميذ والأطفال بسبب كثرة الحفظ والتلقين، وإفساح المجال للتفكير المستقل والأنشطة المنهجية وغير المنهجية، والأنشطة المجتمعية، وحصص الدراسات المتكاملة التي يتم تقديمها خلال خمسة أيام من الأسبوع فقط، مما يجعلها تتسم بالمرونة والانفتاح في اختيار المحتوى التعليمي وطريقة تعلمه وفقًا لرغبة المتعلم، مما يفتح الشهية لديه نحو عملية التعلم.
مما تتميز به استراتيجية التعليم المريح بأنها تخلق لدى المتعلمين الحماس والإقبال على الدراسة نتيجة مشاركتهم في تحديد ما يدرسونه ويتعلمونه، وتساعد على تعلم أمور إبداعية ومتنوعة من خلال الأنشطة المتحررة عن المنهج الدراسي المُقيّد القديم،
وكذلك حصص الدراسات المتكاملة التي تنمي لديهم مهارات متنوعة، وتتيح للتلاميذ اختيار الحصص الدراسية التي يرغبون في تلقيها بمساعدة المعلم.
ورغم الكثير من المميزات التي تحققها هذه الاستراتيجية إلا أنه يوجد لها بعض العيوب، ومنها: عدم اكتساب المعلمين لأفكار الاستراتيجية بشكل كامل، بل وعدم التدريب والتمرن عليها وعدم اقتناعهم بها في البداية، ورفضها من قبل أولياء الأمور، وذلك بسبب ترك الحرية الزائدة لأبنائهم في عملية التعلم، إيمانًا منهم بأن المتعلم يجب أن يُجبر على ما يتعلمه. وعلى الرغم من وجود الكثير من العيوب في هذه الطريقة؛ إلا أنه إذا أحسن الإعداد لها ستكون طريقة ناجحة جدًا ولأسباب كثيرة ومنها: إمكانية التحرر من المناهج المقيدة التي تشجع على الحفظ والتلقين فقط، وتعويد الأطفال والمتعلمين على الاستقلالية في التفكير والحياة بشكل عام.
أما إذا أردنا تطبيق مثل هذه الأفكار عربيًا فمن الضروري مراعاة الكثير من الأمور، ومنها:
1. تدريب المعلمين والقيادات التعليمية على الفكرة قبل محاولة تنفيذها على الطلاب.
2. إعداد حملات توعية اجتماعية بكافة جوانب الطريقة الجديدة لإقناع أولياء الأمور بها.
3. وضع معايير انضباطية للالتزام لدى المتعلمين والمعلمين وفق خطوات محددة.
4. تهيئة الأطفال في مرحلة الروضة لمثل هذا النوع من التعليم المريح .