أسلوب المحاضرة في التدريس الجامعي بين التقليد والإبداع

منشور: 
2018

المصدر: مجلة آفاق للعلوم، 2018، 12، 169-181

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى الحث على ضرورة الانتقال من المحاضرة التقليدية والتي تعتمد على الأستاذ بقدر كبير وإهمال الطالب، إلى المحاضرة الإبداعية والتي تجعل الطالب محور العملية التعليمية، فتدفع بالطالب إلى التفكير وحب الاطلاع والبحث والتقصي عن كل جديد.
ولتحقيق أهداف الورقة البحثية الحالية افتتح الكاتب ورقته بعنوان ماهية التدريس الجامعي، واستعرض في هذا البند التعاريف المختلفة لمفهوم التدريس الجامعي ودعائمه الأساسية كالأستاذ الجامعي والطالب والمنهاج والإدارة، وذكر أن من أصناف الأستاذ الجامعي المحاضر: الممتاز، والبارع، والمسهل البارع، وذو الكفاءة. كما وقدم تعريف لأسلوب المحاضرة بشكل عام ليصل لتعريف المحاضرة الإبداعية وأبعادها كالإثارة الفكرية والصلات الشخصية البينية.
وأما أنماط المحاضرات فهي كثيرة ويذكر منها: اللفظية المجردة، ومحاضرة السؤال، ومحاضرة الإلقاء مع استخدام الطباشير، ومحاضرة النقاش وغيرها. وأما المراحل الأساسية للمحاضرة الإبداعية فيمكن تلخبصها بما يلي: التخطيط، والتنفيذ، والتقويم.
وفي هذا الباب جاء على ذكر أهمية الاتصال والتواصل خلال التدريس الجامعي، وعرض مهارات استخدام المحاضرة الإبداعية، ومنها: التهيئة الذهنية، والإلقاء، واستخدام الوسائل التعليمية، وإثارة الدافعية للتعلم، ووضوح الشرح، والتعزيز، والمناقشة.
واختتم المؤلف ورقته بأن كل الاتجاهات الحديثة في الحقل التربوي تؤكد بأن التدريس الجامعي ليس مجرد نقل المعرفة من الأستاذ للطالب بقدر ما هي عملية تهتم بنمو الطالب الجامعي من الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية، وبذلك أصبحت المهمة الأساسية في التدريس هي تعليم المتعلمين كيف يفكرون للوصول لحل المشكلات عن طرائق وأساليب التدريس المتنوعة، وتُعد المحاضرة أحد هذه الأساليب بل هي ركن من أركان التدريس الجامعي نظرًا لقدمها وانتشارها عند كل الأساتذة الجامعيين، وباعتبار أن اختيار الأسلوب التدريسي المناسب يُمّكن الأستاذ من معالجة نواح القصور والصعوبات في العملية التعليمية والوقوف على نقاط القوة والضعف.
وعليه، كان من الضروري الانتقال من المحاضرة التقليدية التي تسعى إلى تلقين الطالب مختلف العلوم، ومن خلالها أصبح الطلبة أكثر سلبية، لأنها تُهمل حاجتهم للنشاط والفاعلية اللازمة لنمو خبراتهم، فتركز على العرض اللفظي، وتُهمل استخدام الوسائل الحسية التفاعلية والتي تزيد من اهتمامهم وتركيزهم ودافعيتهم للتعلم بينما تسعى المحاضرة الإبداعية لإكساب الطلبة المهارات والاتجاهات المختلفة، فهي طريقة تدريس يقوم فيها الأستاذ بإلقاء المادة بمشاركة الطلبة، ومصحوبة باستراتيجيات إبداعية وتعلم نشط مثير لاهتمام الطلبة وممتد لحياتهم اليومية. 

التحديث: فبراير. 24, 2020
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: