تقنية الميتافيرس في العملية التعليمية

المصدر: موقع تعليم جديد، 2023

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى عرض تقنية الميتافيرس واستخداماتها في المجال التعليمي وتأثيرها على كل من المعلم والطالب والعملية التعليمية ككل.
تتكون كلمة Metaverse اللاتينية من مقطعين المقطع الأول Meta وهو يعني ما وراء، ويمثل المقطع الثاني verse الجزء المشتق من كلمة Universe وتعني ما وراء العالم أي ما بعد عالم الواقع والإنترنت. وعليه يمكن تعريف الميتافيرس بأنه تكنولوجيا حديثة تتيح للمستخدمين التواصل والعمل في بيئة افتراضية تجمع ما بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز والبيئات ثلاثية الأبعاد. ويُعرّف الباحث تقنية الميتافيرس في العملية التعليمية على أنها تكنولوجيا اتصال عبر الإنترنت بين المعلم وطلابه يكون فيها الصف الدراسي افتراضيًا ويكون المعلم وطلابه بصورهم وفق الأبعاد الثلاثية، ويقوم المعلم بالشرح والمناقشة مع طلابه بأحاسيسهم ووعيهم في بيئة افتراضية توفر لهم كافة الإمكانات التعليمية والمشاهدات البيئية التعليمية فضلا عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ويتم ذلك بارتداء نظارات تحقق الواقع الافتراضي المعزز ثلاثي الابعاد.
خلال استخدام الميتافيرس يتم تجمع المتعلمين في عالم افتراضي وواقع معزز باستخدام تكنولوجيا الاتصالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال واقع شبه حقيقي فيه يحدث تأمل ومشاعر وأحاسيس تتعلق بعملية التعلم وتفاعل بين المعلم والمتعلمين وبعضهم البعض وتكنولوجيا الصور ثلاثية الأبعاد.
ويمكن الاستفادة من تقنية الميتافيرس في مجال تهيئة وتجهيز البيئة الصفية بما يناسب مع المادة العلمية، كما تتيح للمعلم اختيار البيئة التعليمية الجاذبة للطلاب من خلال النماذج الموجودة والتي تتيحها تلك التقنية، ومن خلالها يمكن التغلب على عقبات الأزمات الطارئة التي تفرض التباعد الاجتماعي كجائحة كورونا والأوبئة والحروب والكوارث الطبيعية. ويُمكن الاستفادة من تقنية الميتافيرس في مجال التعليم من خلال زيادة دافعية الطلاب وجذبهم للعملية التعليمية؛ وفي تفصيل المادة العلمية مهما كانت صعبة ومعقدة ومن خلال شرح جزئياتها باستخدام الرسوم والصور والفيديوهات ذات الجودة العالية.
يتضح مما سبق بأن تقنية الميتافيرس هي عبارة عن تقنية ظهرت مع تطور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وازدادت أهميتها بعد الأزمات والكوارث التي فرضت نفسها على العالم وسببت التباعد الاجتماعي بين أفراده، ورغم أن تقنية الميتافيرس تحقق ميزات وفوائد عدة في قطاع التعليم إلا أنها لم تتطور بعد التطور الكافي لتلبية كافة احتياجات القطاع التعليمي، ومنها على سبيل المثال ما يخص الأشخاص ذوي الإعاقة فضلًا عن كلفتها العالية والتي قد لا تتيسر لمعظم البلدان، إلا أن ذلك لا يمنع أنها ستنتشر وستكون من أساسيات النظم التعليمية في العالم أجمع.