المهارات الناعمة: ضرورة تدريسية في مناهج التعليم العام

منشور: 
2024

المصدر: المجلة التربوية الالكترونية، 2024

يمكن القول بأن المهارات الناعمة ليست مجرد التأثير على الآخرين، فالقوة الصلبة أيضًا قادرة على التأثير في الآخرين، لكن هناك فرق جوهري بين هاتين القوتين يكمن في أن المهارات الناعمة هي قوة الجاذبية التي تعمل على إقناع الطرف الآخر بتبني موقفك دون أي تهديد أو الحصول على مصلحة. وعليه بات من الضروري امتلاك الأفرادُ مهاراتٍ تمكنهم من الحياة والعمل في مجتمع عصر المعرفة، وكل هذا يتطلب من التربية إعادة النظر في المهارات التي يحتاج إليها المتعلمون لإعدادهم إعدادًا مناسبًا للحياة والعمل في هذا العصر؛ وهذه المهارات هي ما يطلق عليها بمصطلح المهارات الناعمة، التي أصبحت تتكرر كثيرًا في الفترات الأخيرة، ويقصد بها تلك المهارات الأساسية التي ترتبط بقدرة الشخص على التعامل مع الآخرين، وعرض أفكاره بصورة مقنعة.
ويمكن بيان أهمية المهارات الناعمة للأفراد بأنها تمكنهم من تطوير مهاراتهم في الاستماع، وتؤدي دورًا مهما في تشكيلِ البنية الشخصية لهم، وتمكن الشخص من الالتزام الصارم والجاد في الوقت بشكل مناسب، وتؤدي دورًا حاسمًا في جعل الطلاب أكثر قدرة على الحصول على الوظائف، وتشجع الطلاب على تبني الطرق الأخلاقية والتمسك بأخلاقيات العمل والثقافات التنظيمية، وتساعد الأشخاص على مواجهة المواقف الصعبة، وتمكنهم من تطوير المواقف الإيجابية ومن ثم التأثير على أعضاء الفريق؛ لتحقيق المزيد من النجاح في حياتهم.
من الصعب تدريس المهارات الناعمة بشكل عام وخصوصًا في قاعات الدراسة، ومع ذلك من الأهمية إكساب هذه المهارات الناعمة للجميع، ويمكن تنمية المهارات الناعمة عن طريق العديد من الاستراتيجيات نذكر منها على سبيل المثال: استراتيجية العصف الذهني، وحل المشكلات، والمناقشة، والتعليم بالاكتشاف، ولعب الأدوار، والتعلم التعاوني، والتعلم الذاتي، والتعلم بالتعاقد، والتعلم بالتخيل، والتفكير الناقد، والكرسي الساخن، فجميع الاستراتيجيات يمكن أن تعمل على تنمية المهارات الناعمة لدى الطلاب، كما أن استراتيجية واحدة بإمكانها تنمية العديد من المهارات الناعمة.
تطرقت مناهج اللغة العربية بالمملكة العربية السعودية للمهارات الناعمة بشكلٍ عام في جميع المراحل الدراسية بلا استثناء، ولكن لم تتطرق لمهارات التفكير الناقد بشكل موسع، ومهارات تقدير الذات، ومهارات التقييم التقديري للذات ومراقبة الذات؛ لذا فهي بحاجة إلى تضمين المزيد من المهارات الناعمة في مقرراتها بما يتوافق مع احتياجات الطلبة ومستواهم. فمن خلال الاطلاع على مقررات اللغة العربية لم أجد موضوعًا واحدًا بعنوان المهارات الناعمة، لذا من الجيد لو تم إدراج المهارات الناعمة بمسماها في المناهج؛ مما يثير الدافعية الطلبة لتعلم المزيد عن هذه المهارات.
 

التحديث: أبريل. 16, 2024
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: