المصدر: دراسات عربية في التربية وعلم النفس، السعودية، 2013، مجلد 34، عدد 1، ص ص:11-23.
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
تهدف هذه الورقة إلى تلمس معالم "نظرية تربوية إسلامية"، من خلال تدبر أولي لمفهوم المسؤولية وما يرتبط به من مفاهيم يزخر بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مما يؤلف نسقًا متراصًا متماسك الحلقات مع التأكيد على بعض تجليات المفهوم التطبيقية الدالة على رسوخه في بنية التّصور التربوي الإسلامي.
تؤكد الورقة أنها لا تدعي قولا فصلا في الموضوع، وإنما فتحًا لنقاش مثمر بناء، يُرجى منه أن يؤتي أكله بإذن الله، في إرساء دعائم نظرية تحل مغاليق الفعل التربوي، وتضع اليد على أسراره وأليات فهمه واشتغاله.
يبدأ بناء "نظرية تربوية إسلامية" بتحديد المفاهيم الرئيسة مثل مفهوم التربية بشكل عام، ويليه مفهوم التربية الإسلامية ومفهوم النظرية. ويلي ذلك خطوات بناء النظرية ونذكر منها ثلاث خطوات، الأولى تكمن في بيان القاعدة التي يقوم عليها بناء النظرية التربوية المنشودة، والخطوة الثانية في سياق تلمس نظرية تربوية أصيلة، هي تقويم الواقع التربوي في ضوء النظرية العامة المعدة بعد تشخيصه، وتأتي المرحلة الثالثة وهي صياغة نظرية تربوية جديدة، ترتبط من جهة بالنظرية التربوية العامة، وتستحضر الأزمة الراهنة من جهة أخرى، ثم تمحيص النظرية التربوية الجديدة من خلال التأكد من مدى انسجامها مع المقاصد العامة للإسلام.
ومن خلال مقابلة تمحيصية، ينتهي التأمل والاستقراء في الكاتب إلى جوهر يكمن في السلوك البشري، ومفاده أن معنى المسؤولية واستشعارها لدى الإنسان بقدر من الأقدار، أو عدم استشعارها والغيبوبة عنها هو الذي يفسر لنا سلوك الإقدام أو الإحجام، تجاه موقف من المواقف، إيجابًا أو سلبًا، ومن هنا يخلص إلى تبني مفهوم المسؤولية ليكون أساسًا يقام عليه بناء النظرية التربوية الأصيلة.
ويخلص الكاتب ووفقًا لما يورده من معطيات، بأن نموذج المسؤولية، نظرًا لما يتسم به من بساطة ووضوح وشمول، يمكن أن يكون أساسًا لبناء نظرية تربوية إسلامية حيوية واعدة، وذلك لما يملكه هذا المفهوم من قدرة فائقة على مستوى التفسير والتنظير، وهما مطلبان حيويان، يتيحان الانفتاح على عالم خصيب من الممارسة والتطبيق، ومن ثم التطوير والتجديد.
إضافة تعليق: