المصدر: عالم التربية – مصر، 2014، 15 (48)، 295-319
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
من خلال استخدام المنهج الوصفي التحليلي يهدف البحث إلى التعرف على واقع تطبيق المقاربة بالكفاءات كإصلاح تربوي جديد يمس جميع عناصر العملية التربوية، والوقوف على العلاقة القائمة بين بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات وتنمية دور المعلم في مجال الإدارة الصفية وتأثيرها على الطلبة، وأخيرًا تحديد المناخ التعليمي والتربوي الذي يتم فيه هذا التطوير.
لتحقيق هذه الأهداف يتم أولاً تعريف المصطلحات ذات الصلة، ففي القسم الأول من الدراسة يعرف مصطلح بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات، فمثلا، ورد تعريف استراتيجية المقاربة بالكفاءات إجرائيًا على أنه: استراتيجية هادفة للانتقال من منطق التعليم إلى منطق التدريب، من منطلق أن الكفاءة تتكون أساسًا ومباشرة نتيجة التدريب على المواقف. ثم يتناول خصائص المقاربة بالكفاءات، وأثر تطبيقها على العلاقة التربوية، ويقارن بينها وبين المقاربة بالأهداف، ثم يعدد أنواع الكفاءات وفق أهميتها ومدى ارتباطها بالقيمة الاقتصادية للتعليم وهي: الكفاءة الداخلية، والخارجية، والكمية والنوعية وينهي هذا القسم بكيفية إعداد الكفاءة.
يفتتح القسم الثاني بتعريف مصطلح الإدارة الصفية والمناخ المدرسي، ويتطرق للتفاعل الصفي وأشكاله، ويتم تقييم التفاعل بتحليل الفعل التعليمي على مستوى الأعضاء الفعاله، وذلك من خلال تجزئة المهام ودراسة عناصر العمل التعليمي كل على حدا، وبعدها يربط بين العناصر المتكاملة في مهمه واحدة وهي ما يطلق عليها عملية التعلم الفعال فيتحقق من ذلك: الفهم، التنبؤ والتحكم. واستنادًا على هذا الأساس يسلط الضوء على الأدوار التربوية للمعلم في ظل إصلاحات المنظومة التربوية من خلال التطرق للمحاور التالية:
مميزات النظام التعليمي الجديد
في ظل التطورات السريعة الحاصلة في المجتمع المعاصر والذي أصبحت العولمة من أهم مظاهره، تواجه المدرسة تحديات كبيرة تلزم مراجعة الأنظمة التربوية القائمة، ويرى الكاتب في استراتيجية المقاربة بالكفاءات مخرجًا للمدارس ومن خلالة يتحقق التعليم الذاتي والمستمر ويعتبر أهم ما يميز النظام التعليمي الجديد، والتعليم التعاوني، والتعليم عن طريق الممارسة والتي تؤدي إلى اكتساب القدرة على البحث والانفتاح على العالم مما يعود بالفائدة على المجتمع والأفراد.
إن تطبيق بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات يلزم التخلي عن مفهوم البرنامج وتبني مفهوم المنهاج لما له تداعيات على الطالب والمعلم.
أدوار المعلم بين الواقع وأفاق التطوير
إن تكنولوجيا المعلومات لا تقلل من أهمية ودور المعلم بل تقلده دورًا مختلفا، وهذا الدور الذي تغير نتيجة تغير وظيفة التربية والتعليم من تحصيل المعرفة إلى تنمية المهارات الأساسية واكتساب الكفاءات التي تمكنه من مواجهة عصر التغيرات العلمية، حيث انتقل دور المعلم من المعلم المدرس إلى المعلم الميسر لعملية التعليم.
رؤية جديدة لأدوار المعلم في ظل الإصلاحات التربوية
في ضوء أهداف النظام التعليمي الذي جاءت به إصلاحات المنظومة التربوية في دولة الجزائر، كان لا بد لأدوار المعلم أن تتغير، فهو لم يعد المالك الوحيد للمعرفة ، كما أن التلميذ نفسه لم يعد ذلك الطفل السلبي الذي يكتفي بقبول الأوامر والنواهي، وعليه فقد أصبح المعلم مسهلا وموجها ومقيما لعملية التعليم وعليه يتوجب اكتساب الكفاءات والمهارات الأساسية للمعلم العصري وبالذات الكفاءات المهنية.
إستراتيجية مقترحة لإعداد معلم المنظومة التربوية الجديدة
لكي يستطيع النظام التربوي توفير معلمين يمتلكون الكفاءات اللازمة والتي تمكنهم من أداء أدوارهم على أكمل وجه لا بد من أن يعمل على التكفل بإعدادهم الإعداد الجيد وذلك من خلال إقرار معايير وإجراءات محددة ودقيقة تنظم عملية القبول في مؤسسات إعداد المعلمين، وبحيث تكون عملية انتقائية تنافسية. وقد صنفت معايير القبول تحت الفئات الرئيسة التي تخص: شهادة البكالوريا، السمات الشخصية والنفسية والاختبارات التحصيلية. كما ويقترح: تبني إجراءات تسمح بالقبول المشروط والمؤقت والنهائي، وتوفير تخصصات بديلة للذين لم يحصلوا على القبول النهائي.
ويختتم بأن كل ذلك لن ينجح بدون التعاون بين جميع مؤسسات المجتمع المختلفة.
إضافة تعليق: