حركة اصلاح التربية الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية: الإصلاح المبني على المعايير في عصر المساءلة

منشور: 
2015

المصدر: مجلة التربية الخاصة والتأهيل - مؤسسة التربية الخاصة والتأهيل – مصر، 2015، 3 (9)، 1-11

من خلال استعراض التطور التاريخي للتربية الخاصة في الولایات المتحدة الأمریكیة والفلسفة التي تقوم علیها حركات الإصلاح في مجال تدریب وتعلیم الأطفال ذوي الإعاقة یمكن ملاحظة أنها اعتمدت في بدایات الخمسینیات والستینیات المیلادیة على موجات غیر متناغمة، وغير مجدية. وقد استمر ذلك حتى جاءت موجة إصلاحیة عرفت باسم "الإصلاح القائم على المعاییر" والتي تعد أقوى موجة إصلاح في التاریخ الأمریكي، وما زالت قائمة من أواخر الثمانینات المیلادیة إلى وقتنا الراهن وبزخم كبیر،

وتقوم موجة الإصلاح التربوي المبني على المعاییر على فلسفة بسیطة ولكنها فعّالة جدًّا، وهي إصلاح وتهیئة البیئة المناسبة والمثالیة للتعلم، وسوف یكون تقدم الطالب نتاج لهذه البیئة المعتمدة على التقییمات الكیفیة والكمیة بعیدًا عن الاجتهادات الشخصیة، ولتعزیز هذا التوجه وتجویده انطلقت موجة لاحقة من خلال نماذج المساءلة التربویة.(Educational Accountability)   

لا یمكن القول أن جمیع الولایات في الولايات المتحدة  كانت مرحبّة بالإصلاح المبني على المعاییر، فالعدید منها حاول التملص من تلك المعاییر ووجهت ضدها نقد كبیر، انطلاقًا من التفاوت ما بین مستوى التحصیل ما بین الطلاب وخاصة الأطفال ذوي الإعاقة. ومع ذلك، لا يزال العمل مستمرًا للبحث عن الصیاغة المناسبة لتقییم أداء المدارس والمناطق التعلیمیة من أجل الوصول للأهداف العامة لحركة الإصلاح التربوي المبني على المعاییر.

والخلاصة أن حركة الإصلاح التربوية الأمریكیة المبنیة على المعاییر حركة خلّاقة مُلهمة ولم تركز على الطفل فقط، بل حركة شاملة تبحث عن الكمال، وتصبو إلى تغییر المعتقدات والاتجاهات ومراجعة الممارسات وتحسین البیئة المدرسیة بكل تفاصیلها، وهي حركة معاصرة تحاول أن تدمج الحدیث بالأسالیب التقلیدیة.

التحديث: مايو. 05, 2016
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: