التعليم بالترفيه: أداة فعّالة للقضاء على صرامة أساليب التعليم

منشور: 
2015

المصدر: المعرفة ( وزارة التربية والتعليم السعودية ) – السعودية، 2015، 235، 76-81

خلصت عدة دراسات أجريت حول آثار التعليم بالترفيه إلى أنه يرفع من مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة، وإلى أنه متى أحسن التخطيط له وتنظيمه والإشراف عليه، فإنه يؤسس مَدخلاً وظيفيًا لمسار تعلّمي فعّال يتجاوز كثيرًا من سلبيات نمط التعلم التقليدي.

ويأخذ التعليم بالترفيه صورًا مختلفة ومتنوعة، وقد تتفاوت هذه الأدوات سواء في التكلفة أو التجهيزات وطريقة تقديمها، إضافة إلى إعداد الكوادر للعمل بهذه الأدوات وتدريب زملائهم من المعلمين في تطبيق مثل هذه البرامج. كما وتختلف أساليبه عن المألوف من طرق التعليم؛ وهو متحرر من نمط التعليم الصفي والانضباط العسكري والصمت المهيب في حجر كئيبة وضيقة إلى نمط أكثر إثراءً وأعظم فائدة. وعادة ما يتم التعليم بالترفيه من خلال أدوات كثيرة ومنها أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية مثل الآيباد وغيرها من الأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد، إضافة إلى الأجهزة الذكية مثل الآيفون والبلاكبيري، والأجهزة الذكية التي تعمل بنظام الأندرويد، والتي أصبحت شائعة الاستخدام بين طلاب المدارس. فضلاً عن بعض المواقع الإلكترونية التي تقدم المعلومة مثل الـ"يوتيوب"، إضافة إلى مواقع تعليمية أخرى منها موقع أكاديمية خان الذي يحتوي مادة ثرية في مختلف التخصصات إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي مثل الـ "تويتر" و "فيسبوك".

مع ذلك فقد كشفت دراسة علمية أن %20  فقط من المدارس في العالم العربي تستخدم نظريات التعليم بالترفيه، والباقي من معلمي المدارس، وخاصة الحكومية، يفتقرون إلى التأهيل والتدريب الكافيين لمثل هذا النوع من التعليم. كما وورد في الدراسة التي أجرتها الدكتورة عائشة المالكي، إحدى منسوبات تعليم مكة المكرمة، أن تلك المدارس ما زالت تتبع النظرية الإغريقية القديمة التي تنص على أن الطالب أو الطالبة عبارة عن كتاب مفتوح يجب تعبئته، بغض النظر عن الأساليب والطرائق الكفيلة بذلك.وعللت المالكي الأسباب التي حالت دون تطبيق التعليم بالترفيه إلى المعلمين بحجة أنه لا يُتوقع أن يمنح المعلم خدمة للطالب مغلفة بابتسامة إذا لم تمنحه الإدارة ما يستحق الابتسام.وأوضحت المالكي: أن استخدامي الشخصي للألعاب خلال السنوات العشر الماضية، وما خلصت إليه تجربتي، وما لاحظته في مؤتمرات تربوية، وعايشته في ورش عملية كثيرة، ولامسته من تشجيع ومؤازرة واهتمام من الإخوة المربين، كرّست لدي قناعة بأهمية هذه الأداة التربوية، وتحديثها بما يتلاءم مع متطلبات البيئة الحاضرة.

وتختتم المالكي بأن الألعاب طريقة جذابة وطبيعية، ونحن مفطورون على حب المرح الذي أحد مصادره اللعب، وتستشهد بقول الفيلسوف نيتشه: "في داخل كل منا طفل يتوق للعب".

التحديث: مايو. 30, 2016
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: