برامج لتأهيل الخرّيجين الجدد في مجال التدريس للعمل في الضواحي

المؤلفون: 
منشور: 
2020

المصدر: موقع مركز معلومات وبحث في التربية والتعليم، 2020

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

لا زالت قضيّة الفجوات بين المعلّم وطلابه وطالباته تشغل الكثيرين في عالم التربية، ويعرض التقرير الحالي وجهة نظر حديثة لهذه القضيّة، وذلك من خلال بعض الأمثلة لبرامج تأهيل الخرّيجين الجدد في مجال التدريس للعمل في الضواحي في مختلف دول العالم؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الدراسة تناولت القضيّة من الجانب المضموني والمنهجي لتأهيل المعلّمين والمعلّمات، وليس من حيث سياسة تشغيل القوى
العاملة في مجال التدريس، وتكون التقرير من أربعة فصول.
في الفصل الأول لمحة موجزة عن العديد من المفاهيم التي وردت في المؤلفات البحثية والتي بمساعدتها تم تحديد ثلاث مناطق هامشية أو من الضواحي، وهي: البُعد الجغرافي، ونُدرة الموارد الاقتصادية، والاختلاف الثقافي. وكما سيتضح من التقرير، فإن معظم الطلبة/ المعلمين وفي جميع الدول سيأتون من المجموعات السكانية
المهيمنة في البلاد، وذوي تعليم عالي ومن الطبقة الاقتصادية المتوسطة وما فوق، ولكن ومن ناحية أخرى تتميز المجموعة السكانية للمدارس التي تواجه صعوبة في تعيين موظفين فيها كمعلمين بأنخفاض المستوى التعليمي، ومن ذوي الدخل المادي القليل، وكنتيجة لذلك، فإن المشكلة الأساسية الخاصة بتأهيل الطلبة/ المعلمين للعمل في الضواحي هي الفجوة الثقافية بين مجتمع المعلمين ومجتمع الطلبة، وعليه فإن التحدي الرئيس لبرامج التأهيل هو سد هذه الفجوة، وذلك من خلال إعداد الطلبة/ المعلمين وتزويدهم بالمعرفة العميقة حول مجتمع الضواحي.
في الفصل الثاني وهو الفصل المركزي في التقرير تم عرض أربعة برامج دولية ومحلية مختارة لإعداد للمعلمين للعمل في الضواحي والتي تطبق في أنحاء العالم، وقد تم اختيار برامج كبيرة وراسخة (وطنية، وواسعة وذات أقدمية) والتي نشأت وتطورت على خلفية سياسية مختلفة. يعُد البرنامج الأول عام، بينما البرامج الثلاثة الأخرى تعالج وبشكل مُركز على كل من المفاهيم التي ذكرت في الفصل الأول: العزل الجغرافي، والفقر الاقتصادي، والتنوع الثقافي. وهذه البرامج:
برنامج Teach for all "التعليم للجميع": بدأ هذا البرنامج في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه ينفذ حاليًا في عشرات الدول وفي جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إسرائيل، وتم تطوير البرنامج في الأصل لتقديم حل لضعف إنجازات الطلبة ونقص جودة التدريس لأعضاء هيئة التدريس في مواضيع الرياضيات واللغة والعلوم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وبسبب إنخفاض التحصيل والنقص بالمعلمين بشكل خاص بمدارس الضواحي على جميع أنواعها، وتم توجيه خريجي البرنامج للتعليم بالضواحي.
وأما برنامج RRRTEC في أستراليا فيتميز بأنه يقوم بإعداد الطلبة/المعلمين من المدن الكبيرة للعمل في المدارس النائية والمعزولة للغاية (الضواحي الجغرافية). ويمثل البرنامج امتدادًا لمفهوم إعداد المعلم ليس فقط لمهمة التدريس في الفصول الدراسية، لكن أيضًا التحضير للاندماج في الثقافة المدرسية والاستعداد للحياة في مجتمع منعزل ومتنوع ثقافيًا.
يركز برنامج UTR (NCTR) في الولايات المتحدة على إعداد الطلبة/ المعلمين للعمل في المدارس الجماهيرية في المدن للمجتمعات الضعيفة اقتصاديًا (هوامش اجتماعية)،
ويعرض البرنامج فهمًا خاصًا في تعيين الطلبة/ المعلمين في المدارس في بداية إعدادهم، ودمجهم بشكل كامل من خلال التعليم واكتساب الخبرة.
لم يتم بعد تأسيس برنامج RTEP في جنوب إفريقيا كبرنامج وطني رئيس، وعلى عكس سابقيه بسبب التعقيد في تفعيله، ويركز البرنامج على الفجوة الثقافية الكبيرة بين الطلبة/ المعلمين في المدن وثقافة المجتمعات الريفية النائية، ويقدم البرنامج تجربة مكثفة وحميمة للطلبة/ المعلمين في المدارس الريفية.
في الفصل الثالث تم عرض التحديات الرئيسية التي برزت من الأدبيات البحثية فيما يخص تجنيد، وإعداد وتدريب ومرافقة الطلبة/ المعلمين الموجهين للعمل في الضواحي، وهي: الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين المعلم والتلاميذ، واتجاهات (مواقف) الطلبة/ المعلمين نحو الضواحي، والإعداد المنحاز والغير كافي لإدراك تعدد الثقافات، والمواجهة الشخصية والعلاقات مع الآخرين في الضواحي.
وركز الفصل الرابع والأخير في الاستجابات المحتملة للتحديات، والتي ظهرت كتوصيات في الأدبيات البحثية التي تمت مراجعتها.  

التحديث: ديسمبر. 28, 2020
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: