المصدر: مجلة التربية-جامعة الازهر، 2021، 189(2)، 141-265
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى معرفة كيفية تطوير منظومة برامج التعليم المُسَرَّع في سياقات الطوارئ والأزمات، وذلك من خلال مناقشة الأبعاد النظرية والمفاهيمية لحالات الطوارئ، ووضع الإطار النظري والمفاهيمي للتعليم في حالات الطوارئ، والإجابة عن التساؤلات التالية: لماذا يعتبر الحق في التعليم حقًا أساسيًا؟ وما هي ماهية التعليم المُسَرَّع في سياقات الطوارئ والأزمات؟ وما ملامح الممارسات التطبيقية لمنظومة برامج التعليم المُسَرَّع في سياقات الطوارئ والأزمات؟ وما ملامح الرؤية الاستراتيجية المقترحة لتطوير منظومة برامج التعليم المُسَرَّع في سياقات الطوارئ والأزمات؟
ولحقيق أهداف الورقة البحثية استخدم كل من المناهج التالية: بداية المنهج الوصفي بهدف تحليل الأدبيات ذات الصلة بالتعليم بشكل عام والتعليم المُسَرَّع بشكل خاص في حالات الظوارئ، وثانيًا منهج أسلوب أفضل الممارسات بهدف تحليل الممارسات التطبيقية لبعض برامج التعليم المُسَرَّع لأفضل الممارسات في مجال تصميم هذه البرامج وتنفيذها وكذلك للمساعدة في بناء الرؤية الاستراتيجية لتطوير منظومة برامج التعليم المُسَرَّع في سياقات الطوارئ والأزمات، وثالثًا منهج التخطيط الاستراتيجي حيث يساعد في بناء الرؤية وتحديد إجراءاتها، ومتطلبات تطبيقها ونجاحها، ومعوقات تنفيذها.
من المهم التأكيد على أن هذه الدراسة جاءت كنتيجة لحالات الطوارئ العديدة التي يشهدها ويعاني منها عالمنا كانتشار النزاعات المسلحة في أنحاء مختلفة من العالم، أو بسبب الكوارث الطبيعية كالفيضانات والحرائق والهزات الأرضية والبراكين، والتي تؤدي إلى وجود عدد متزايد من المشردين واللاجئين الذين يضطرون إلى ترك منازلهم، وأحيانًا أوطانهم بحثًا عن أماكن آمنة تمنحهم المأوى المؤقت، فضلًا عن احتياجاتهم المتزايدة من المساعدات الإنسانية.
إن مثل هذه الأوضاع تحول دون حصول عدد كبير من الأطفال على حقهم قي التعليم، وبما أن فرص التعليم حظيت بأهمية كبيرة، وفرضت قضية التعليم حتى في حالات الطوارئ كحق إنساني أصيل من حقوق الإنسان؛ وفي هذا السياق تعد برامج التعليم المُسَرَّع في سياقات الطوارئ والأزمات نهجًا أساسيًا لتلبية كافة الاحتياجات في مثل هذه الظروف، وذلك للحد من الآثار الناجمة عن حالات الطوارئ والأزمات.
إضافة تعليق: