الذكاء الاصطناعي وجودة الحياة المدرسية

منشور: 
2023

المصدر: الثقافة والتنمية، 2023، 23(190)، 41-51

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى عرض مفهوم الذكاء الاصطناعي وعلاقته بجودة الحياة المدرسية، ويعتبر الذكاء الاصطناعي في التعليم تكنولوجيا جديدة ومتطورة، تمنح المنظومات التعليمية قدرة هائلة على التطوير وتحقيق الأهداف والوصول إلى جميع الراغبين في التعليم وتقديم المعلومات والمعارف المطلوبة بجودة عالية دون تكاليف باهظة وبدون مجهود بدني كبير. فهو حلقة الوصل بين المعلومات المخزنة والراغبين في تلقيها، وهكذا يوفر الطرق المناسبة في أي وقت وأي مكان.
وتبرز أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم بعدة جوانب ومنها: الكفاءة والإنتاجية، والتخصيص، والدقة في التنبؤات واتخاذ القرارات. كما ويساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالات التعليمية لتحقيق مستوى تعليمي مناسب للطلبة، والتقويم المستمر للمتعلمين من خلال تعقب مساراتهم في التعلم، ويوفر أنظمة تعلم تلائم الطلبة وتتوافق مع حالتهم ومهاراتهم، ويقدم للمتعلم القدرة على التعلم الذاتي.
ويشير مفهوم جودة التعليم إلى القدرة على التوفيق بين مخرجات التعليم وسوق العمل من خلال معايير تحدد فيها المواصفات المرغوبة، وتضمن وجود مقررات دراسية متطورة وتستحق الاعتماد الأكاديمي، وتوفر بيئة صفية آمنة ومريحة للطلبة تشجعهم على التعبير، وكذلك تطور الأداء المؤسسي في جميع مجالاته. وعليه، فإن جودة الحياة المدرسية هي وصول الطالب إلى درجة الكفاءة والجودة في التعليم؛ مما يؤدي لنجاحه في الحياة والشعور بالرضا أثناء أداء الاعمال المدرسية، وشعوره بالمسؤولية الشخصية والاجتماعية والتحكم الذاتي، وقدرته على حل مشكلاته وارتفاع مستويات الدافعية، وعليه فتحسين جودة الحياة المدرسية لدى الطلاب هدف أسمى يسعى إليه كل شخص في ظل الظروف سريعة التغيير.
ومن التحولات التي تحدثها تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم تبسيط المهام الإدارية، وتطوير المحتوى التعليمي لتحقيق الفائدة القصوى، والتغلب على الحدود والعوائق ويستطيع المتعلم تلقي أي تعليم من أي مكان في العالم وفي أي وقت، مما يصل بنا للنموذج الإنساني الثقافي، وفي ظله تسعى المدرسة إلى تعليم يحقق اشباعًا لحاجات الطالب المعرفية، والنفسية، والاجتماعية. فالطالب يتعلم المعرفة ليصبح قادرًا على العمل والإنتاج، وتتضمن عملية التعليم التنمية الشاملة لروحه وجسده وعقله والتي تساعده على تكوين شخصيته المستقلة.
واختتمت الورقة بعدد من التوصيات ومنها استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تكمل المعلمين البشريين بدلًا من أن تحل محلهم، وإدخال برامج الذكاء الاصطناعي بكليات التربية لتدريب معلم المستقبل عليها. والعمل على تحديد نقاط القوة والضعف بالبرامج المقدمة للعمل على تحسينها والاستفادة منها بما يحقق أقصى استفادة ممكنة.
 

التحديث: ديسمبر. 26, 2023
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: