إن الأزمة التي تعاني منها اللغة العربية في العصر الراهن، هي أزمة في نفوس أهلها، وليس بها، وإذا واجهنا تحديات أزمة اللغة العربية الراهنة بتخطيط لغوي رصين، وواضح، بَيّن الأهداف والوسائل والنتائج، في خطة لغوية قابلة للتطبيق، نكون قد نجحنا في حل الأزمة المزعومة؛ "فكم عَزّ أقوام بِعز لغاتهم". إن التخطيط للغة هو تخطيط للجميع، أي لكل المجتمع، وإن دور التخطيط في خدمة اللغة العربية لا بد وأن ينطلق من خطة استراتيجية واضحة الرؤيا والرسالة، ابتداء من رأس هرم الدولة، وانتهاء بالفرد والمجموعات، ترسمها الدولة، ويُشّرع لها مجلس الأمة، وتستجيب لها الشعوب. وإذا أحكمت سياسات تدريسها وتسلحت بالتخطيط المحكم والرصين، وقامت على إعداد المعلمين إدارة رشيدة، فإن النجاح حليف المشروع.