وجهات نظر عالمية حول التطوير المهني للمعلم أثناء جائحة كورونا

المصدر: المجلة الدولية للأبحاث التربوية، 2022، 46، 1-27

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

يتفق الباحثون التربويون وصناع السياسات والإداريون على أن تزويد المعلمين أثناء الخدمة بفرص التطوير المهني عالية الجودة أمرًا ضروريًا للنجاح التعليمي. وعلى الرغم من المبالغ الكبيرة التي قامت الدول باستثمارها على مر التاريخ في التطوير المهني للمعلم، أدت جائحة كورنا إلى ظهور تحديات خطيرة تواجه تعليم المعلم في جميع أنحاء العالم. ونظرًا إلى أن المبادرات التقليدية الوجاهية أصبحت غير عملية ويتعذر القيام بها (كورش العمل، والمؤتمرات، والتطور المهني في المدرسة) وتكثيف الحاجة إلى إعطاء الأولوية للمواضيع الخاصة بالجائحة (مثل التدريس عن بُعد)، هذا ولقد تم العمل على إعادة صياغة التطوير المهني للمعلم من الناحيتين الرسمية (توقيت وطريقة مشاركة المعلمين فيها)، والموضوعية (أهداف التعلم للمعلمين من التطوير المهني).
وفي خضم الاضطرابات الدولية التي سببتها جائحة كورونا برز السؤال: كيف استجابت البنى التحتية للتطوير المهني للمعلم (السياسات والممارسات والنظريات)؟ بالنسبة لهذا الإصدار الخاص، عرضت هذه الأسئلة وغيرها أمام مجموعة من الباحثين في التطوير المهني في ستة سياقات، وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، واسكتلندا (المملكة المتحدة)، وأوروغواي، وأستراليا، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهونج كونج (مناطق جمهورية الصين الشعبية الإدارية الخاصة).
وفيما صدر عنهم من مقالات ناقش المؤلفون قضايا مثل القيود المفروضة على أنظمة التطوير المهني على أساس أليات الامتثال، والمساءلة الخارجية والحاجة إلى تركيز دافع المعلم في أطر عمل التطوير المهني الحالية، وقضايا إمكانية الوصول والإنصاف، وأهمية تطوير البنى التحتية التكنولوجية للتعليم عن بُعد عبر الإنترنت، والتعليم الهجين، ومشكلات الأمان عبر الإنترنت، وجودة الحياة وأكثر من ذلك.
بشكل جماعي توضح المقالات الستة في هذا الإصدار الخاص أن حالة عدم اليقين التي نعيشها في يومنا هذا تتطلب وجهات نظر عالمية جديدة حول تصميم وتنفيذ وتقييم التطوير المهني ونظريته والمنح الدراسية من أجل تنشئة معلمين فاعلين ومتحمسين للغاية وفعّالين لحقبة الجائحة وما بعدها، وعليه يتعين على الدول التفكير بشكل يتسم بمزيد من الإبداع حول أفضل طريقة لدعم تعلم المعلم. وهنالك دعوة موجهة لقُراء المجلة الدولية للأبحاث التربوية إلى التفكير في الكيفية التي من خلالها يمكن استخدام وجهات النظر المقدمة في هذا الإصدار الخاص لتعزيز نظريات وسياسات وممارسات التطوير المهني للمعلم في الدول، مما يُساعد على تجاوز الأوقات الصعبة التي تسببت بها جائحة الكورونا.