تُعد الجودة الركيزة الرئيسة لأي عمل بشكل عام، فكيف بها في البحث العلمي الذي يُعّرف على أنَّه عمل مُنظم بجميع خطواته؛ من مراحله الأولى، وحتى جمع البيانات، وتحليلها، وتفسيرها، وكتابة التقرير النهائي الذي يتضمنها كمنتج نهائي. ومن المعتاد عند تناول معايير جودة البحث الكمي الإشارة لمبدأين رئيسين؛ هما: الصدق، والثبات؛ لكن حينما يأتي الحديث عن البحوث النوعية فإنَّ الأمر يزداد تعقيدًا نوعًا ما؛ حيث إنَّ الحكم على البحوث النوعية قد لا يتبع الإجراءات التسلسلية والثابتة، المعمول بها في
البحوث الكمية؛ وذلك لتعدد المناهج التي تقع تحت مظلة البحث النوعي، وتنوع طرق جمع البيانات النوعية، وأساليب تحليلها، وتفسيرها. وعليه برزت الحاجة إلى تحديد معايير الجودة للدراسات النوعية، وتباينت الآراء حولها، وأثارت النقاش بين الباحثين، إلا أنه تم التوصل إلى بعض التشابه في هذه المعايير وهذا ما تناولته الورقة البحثية.