تشكل الأخلاق في كل أمة أساس لتقدمها ورمز لحضارتها ومبادئها، وقد جاءت الرسالات السماوية لتحث الناس على الالتزام بها، ويعد الدين الإسلامي الأخلاق عنوانًا له، وقد حدد رسول الإسلام محمد (صلعم) الغاية من بعثته بقوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ووصف الله سبحانه وتعالى رسوله بأنه على خلق عظيم، بقوله: "وإنك لعلى خلق عظيم". بينما يُعدّ النقص في الجانب الخلقي مسؤولًا إلى حد كبير عما نعانيه اليوم من مشكلات ولا نبالغ إذا قلنا أن الكثير من مشكلات مجتمعنا أخلاقية في صميمها، فمظاهر الإهمال والتسيب والفساد والاستغلال وانحرافات الشباب إنما هي جميعًا تعبر عن أزمة أخلاقية وعن قصور في النمو الأخلاقي.